بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : فإن لي أولا وقفة مع خليل بن أيبك الصفدي ؛ والذي لطالما حيرتني شخصيته وياما وددت التقليب في صفحات حياته العقدية عن قرب وتصفح مباشر لما خطت يمينه في طيات ما ظن كثيرون أنها كتابات ؛ وأي كتابات ؟؟؟
وخصيصا بعد وقوفي على ما كتبه الباحث القونوي في ملزمته الماتعة المرقومة بـ :
" موقف خليل ابن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية " ...
ولا أقول أني استقرأت في هذي الوجيزة كل ما له تعلق بمعتقد هذا الرجل ؛ ولكن حسبي أني جمعت لفتات تكون كافية بإذن الله وقاضية في إذانته بالأشعرية والتصوف الإشاري معا ؛ ولعل استقراء التفاصيل أن يجعل له الله أمرا وموعدا آخر ؛ والهمة مخفورة بتمام ذلك ؛ والعون منه سبحانه جل وعز ...
وعلى كل :
قد يكون في ما أنثره هنا فاتحة خير وبداية مسير لمن أراد التخطي إلى ما تغيهب في دهاليز القوم مع ما ينم عن ذلك من مكر وخديعة متكالبة على عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين والعياذ بالله من شر أولئك القوم الذين لا يكادون يفقهون مما يلقى إليهم غير سفسطة فارغة فارهة مموهة على النمط الآرسطي و النسق السوقراطي ؛ فظاهر لغطهم عربي وباطنه يوناني غربي ؟؟؟
فاللهم سلم سلم
والبداية تكون مع ثنائه على ابن عربي وكتابه الفتوحات المكية ؛ وذلك في قوله بعد كلام طويل ضمن كتابه : " الوافي في الوفيات " من الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والسبعين بعد المئة :
(وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره، وهو من اجل مصنفاته )
وقال أيضا في الكتاب نفسه من نفس الموضع ما فيه أكثر بيان لما أجمل من كلامه السابق :
( وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء يقتضيه التكذيب والبهتان لا ولا ما قد خالف العقل والنقل الذي قد اتى به القرآن وعليها للأشعري مدار ولها في مقاله إمكان وعلى ما ادعاه يتجه البحث ويأتي الدليل والبرهان بخلاف الشناع عنه ولكن ليس يخلو من حاسد إنسان ) ..
حتى أنه قد علق على كلامه هذا رأس خبيث من رؤوس الأشاعرة في الأعصر المتأخرة منوها وفرحا بما تفوه به الصفدي ؛ فقال الدعي - والإعراض عن ذكر اسمه أرفع وأنقى - :
( وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية )
- هكذا من باب الخديعة والتلبيس نسب الصفدي إلى التلمذة على شيخ الإسلام وهو براء منه ؛ بل هو نفسه صرح في كم موضع من كتبه أنه لم يستسغ الطلب على ابن تيمية فتركه إلى غيره ولم يلبث معه إلا قليلا ودون تحصيل لشيء يستحق الذكر في زعمه - ؛
ثم أردف بعد أن نقل من كلام الصفدي على نحو ما ذكرت :
( وهذا يدل دلالة واضحة على ان الشيخ الصفدي مقر لعقيدة السادة الأشاعرة بل ومن المدافعين عنها )
فانظر يا رعاك الله إلى شدة فرح الأشعرية ببعضهم البعض ؟؟..
وحسبك أنك لو تقرء لابن أيبك في نصرة الثائر لتجدن ما يلفت نظرك إلى مواضع الإجمال منه ؛ والتي لا تستبين معالمها حتى تضم إليها غيرها ؛ وذلك حين قوله :
( ووجدت له أبياتا أولها:
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل ... لذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في دقيق علومه ... وما بغيتي إلا رضاه وقربه
هبوني مسيئا أوتغ الحلم جهله ... وأوبقه دون البرية ذنبه
أما يقتضي شرع التكرم عفوه ... أيحسن أن ينسى هواه وحبه
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه ... وتمويهه في الدين إذ جل خطبه
أما كان ينوي الحق فيما يقوله ... ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه
فقلت أنا رادا عليه في وزنه ورويه:
علمنا بهذا القول أنك آخذ ... بقول اعتزال جل في الدين خطبه
فتزعم أن الله في الحشر ما يرى ... وذاك اعتقاد سوف يرديك غبه
وتنفي صفات الله وهي قديمة ... وقد أثبتتها عن إلهك كتبه
وتعتقد القرآن خلقا ومحدثا ... وذلك داء عز في الناس طبه
وتثبت للعبد الضعيف مشيئة ... يكون بها ما لم يقدره ربه
وأشياء من هذي الفضائح جمة ... فأيكما داعي الضلال وحزبه ؟
ومن ذا الذي أضحى قريبا من الهدى ... وحامى عن الدين الحنيفي ذبه
وما ضر فخر الدين قول نظمته ... وفيه شناع مفرط إذ تسبه
وقد كان ذا نور يقود إلى الهدى ... إذا طلعت في حندس الشك شهبه
ولو كنت تعطي حق نفسك قدره ... لأخمدت جمرا بالمحال تشبه
وما أنت من أقرانه يوم معرك ... ولا لك يوما بالامام تشبه )
قال أبو عبد الله بلال يونسي معلقا :
( والمار على كلامه دون سابق خلفية مع إحسان ظن زائد وتوقف في التفتيش على حاله اتباعا لتزكيات العدول كالشمس الذهبي وأمثاله من المحققين ؛ لا يجعلك تفكر ولو مرة أن كلامه من جنس مجملات الأشاعرة وما يردون به على المعتزلة ؛ إذ قولهم بالرؤية إلى غير جهة ؛ وقولهم بإثبات الصفات مع تأويلها أو تفويض معانيها ؛ وقولهم بعدم خلق القرآن بمعنى الكلام النفسي ؛ ... ؛ وهكذا من مجملاتهم التي فتح مغاليقها علماؤنا الأفذاذ وكسروا مواصيدها الصدئة ؛ ونزعوا عنهم أسمالهم البالية المهترئة بحجج قاطعة تردي الغوي في شرار فعله القبيح الوقح ؛ .....)
ولمزيد بيان ودقة في التوضيح هذا كلام ابن عربي الذي نوه به ابن أيبك في كتابه الوافي ؛ وقد علمت أخسها بألون مغايرة وخطوط عريضة ؛ مع تعليقي على مواضع منه ؛ والله المستعان ...
قال ابن عربي في فتوحاته الشيطانية في خضم كلامه حول قوله تعالى : " ليس كمثله شيء " ؛ بعد سوقه وإطالته في ما يظنه ينفق على بعض السذج والصفدي واحد منهم - هذا على فرض أنه لبس عليه ؛ فكيف والحقيقة غير ذلك ؛ وهو ما ينجلي بالخلوص من نقل ما أثنى عليه الصفدي من هلوسة ابن عربي وتلبيساته المحبوكة بعريض جهله وعظيم فراه على القرآن و سنة المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولغتهما السامقة - :
........................................
( يتبع بإذن الله )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : فإن لي أولا وقفة مع خليل بن أيبك الصفدي ؛ والذي لطالما حيرتني شخصيته وياما وددت التقليب في صفحات حياته العقدية عن قرب وتصفح مباشر لما خطت يمينه في طيات ما ظن كثيرون أنها كتابات ؛ وأي كتابات ؟؟؟
وخصيصا بعد وقوفي على ما كتبه الباحث القونوي في ملزمته الماتعة المرقومة بـ :
" موقف خليل ابن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية " ...
ولا أقول أني استقرأت في هذي الوجيزة كل ما له تعلق بمعتقد هذا الرجل ؛ ولكن حسبي أني جمعت لفتات تكون كافية بإذن الله وقاضية في إذانته بالأشعرية والتصوف الإشاري معا ؛ ولعل استقراء التفاصيل أن يجعل له الله أمرا وموعدا آخر ؛ والهمة مخفورة بتمام ذلك ؛ والعون منه سبحانه جل وعز ...
وعلى كل :
قد يكون في ما أنثره هنا فاتحة خير وبداية مسير لمن أراد التخطي إلى ما تغيهب في دهاليز القوم مع ما ينم عن ذلك من مكر وخديعة متكالبة على عقيدة أهل السنة والجماعة السلفيين والعياذ بالله من شر أولئك القوم الذين لا يكادون يفقهون مما يلقى إليهم غير سفسطة فارغة فارهة مموهة على النمط الآرسطي و النسق السوقراطي ؛ فظاهر لغطهم عربي وباطنه يوناني غربي ؟؟؟
فاللهم سلم سلم
والبداية تكون مع ثنائه على ابن عربي وكتابه الفتوحات المكية ؛ وذلك في قوله بعد كلام طويل ضمن كتابه : " الوافي في الوفيات " من الجزء الرابع في الصفحة الرابعة والسبعين بعد المئة :
(وقفت على كتابه الذي سماه 'الفتوحات المكية' لانه صنعه بمكة، وهو في عشرين مجلدة بخطه، فرأيت اثناءه دقائق وغرائب ليست توجد في كلام غيره، وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها، متى اراد اتى بالحديث او الامر ونزوله على ما يريده، وهذه قدرة ونهاية اطلاع وتوقد ذهن وغاية حفظ وذكر، ومن وقف على هذا الكتاب علم قدره، وهو من اجل مصنفاته )
وقال أيضا في الكتاب نفسه من نفس الموضع ما فيه أكثر بيان لما أجمل من كلامه السابق :
( وقد ذكر في كتاب الفتوحات المكية في المجلدة الاولى عقيدته، فرأيتها من اولها الى آخرها عقيدة الشيخ ابي الحسن الاشعري ليس فيها ما يخالف رأيه، وكان الذي طلبها مني بصفد وانا في القاهرة فنقلتها اعني العقيدة لا غير في كراسة وكتبت عليها:
ليس في هذه العقيدة شيء يقتضيه التكذيب والبهتان لا ولا ما قد خالف العقل والنقل الذي قد اتى به القرآن وعليها للأشعري مدار ولها في مقاله إمكان وعلى ما ادعاه يتجه البحث ويأتي الدليل والبرهان بخلاف الشناع عنه ولكن ليس يخلو من حاسد إنسان ) ..
حتى أنه قد علق على كلامه هذا رأس خبيث من رؤوس الأشاعرة في الأعصر المتأخرة منوها وفرحا بما تفوه به الصفدي ؛ فقال الدعي - والإعراض عن ذكر اسمه أرفع وأنقى - :
( وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي وهو من تلاميذ ابن تيمية )
- هكذا من باب الخديعة والتلبيس نسب الصفدي إلى التلمذة على شيخ الإسلام وهو براء منه ؛ بل هو نفسه صرح في كم موضع من كتبه أنه لم يستسغ الطلب على ابن تيمية فتركه إلى غيره ولم يلبث معه إلا قليلا ودون تحصيل لشيء يستحق الذكر في زعمه - ؛
ثم أردف بعد أن نقل من كلام الصفدي على نحو ما ذكرت :
( وهذا يدل دلالة واضحة على ان الشيخ الصفدي مقر لعقيدة السادة الأشاعرة بل ومن المدافعين عنها )
فانظر يا رعاك الله إلى شدة فرح الأشعرية ببعضهم البعض ؟؟..
وحسبك أنك لو تقرء لابن أيبك في نصرة الثائر لتجدن ما يلفت نظرك إلى مواضع الإجمال منه ؛ والتي لا تستبين معالمها حتى تضم إليها غيرها ؛ وذلك حين قوله :
( ووجدت له أبياتا أولها:
وحقك لو أدخلتني النار قلت لل ... لذين بها قد كنت ممن يحبه
وأفنيت عمري في دقيق علومه ... وما بغيتي إلا رضاه وقربه
هبوني مسيئا أوتغ الحلم جهله ... وأوبقه دون البرية ذنبه
أما يقتضي شرع التكرم عفوه ... أيحسن أن ينسى هواه وحبه
أما رد زيغ ابن الخطيب وشكه ... وتمويهه في الدين إذ جل خطبه
أما كان ينوي الحق فيما يقوله ... ألم تنصر التوحيد والعدل كتبه
فقلت أنا رادا عليه في وزنه ورويه:
علمنا بهذا القول أنك آخذ ... بقول اعتزال جل في الدين خطبه
فتزعم أن الله في الحشر ما يرى ... وذاك اعتقاد سوف يرديك غبه
وتنفي صفات الله وهي قديمة ... وقد أثبتتها عن إلهك كتبه
وتعتقد القرآن خلقا ومحدثا ... وذلك داء عز في الناس طبه
وتثبت للعبد الضعيف مشيئة ... يكون بها ما لم يقدره ربه
وأشياء من هذي الفضائح جمة ... فأيكما داعي الضلال وحزبه ؟
ومن ذا الذي أضحى قريبا من الهدى ... وحامى عن الدين الحنيفي ذبه
وما ضر فخر الدين قول نظمته ... وفيه شناع مفرط إذ تسبه
وقد كان ذا نور يقود إلى الهدى ... إذا طلعت في حندس الشك شهبه
ولو كنت تعطي حق نفسك قدره ... لأخمدت جمرا بالمحال تشبه
وما أنت من أقرانه يوم معرك ... ولا لك يوما بالامام تشبه )
قال أبو عبد الله بلال يونسي معلقا :
( والمار على كلامه دون سابق خلفية مع إحسان ظن زائد وتوقف في التفتيش على حاله اتباعا لتزكيات العدول كالشمس الذهبي وأمثاله من المحققين ؛ لا يجعلك تفكر ولو مرة أن كلامه من جنس مجملات الأشاعرة وما يردون به على المعتزلة ؛ إذ قولهم بالرؤية إلى غير جهة ؛ وقولهم بإثبات الصفات مع تأويلها أو تفويض معانيها ؛ وقولهم بعدم خلق القرآن بمعنى الكلام النفسي ؛ ... ؛ وهكذا من مجملاتهم التي فتح مغاليقها علماؤنا الأفذاذ وكسروا مواصيدها الصدئة ؛ ونزعوا عنهم أسمالهم البالية المهترئة بحجج قاطعة تردي الغوي في شرار فعله القبيح الوقح ؛ .....)
ولمزيد بيان ودقة في التوضيح هذا كلام ابن عربي الذي نوه به ابن أيبك في كتابه الوافي ؛ وقد علمت أخسها بألون مغايرة وخطوط عريضة ؛ مع تعليقي على مواضع منه ؛ والله المستعان ...
قال ابن عربي في فتوحاته الشيطانية في خضم كلامه حول قوله تعالى : " ليس كمثله شيء " ؛ بعد سوقه وإطالته في ما يظنه ينفق على بعض السذج والصفدي واحد منهم - هذا على فرض أنه لبس عليه ؛ فكيف والحقيقة غير ذلك ؛ وهو ما ينجلي بالخلوص من نقل ما أثنى عليه الصفدي من هلوسة ابن عربي وتلبيساته المحبوكة بعريض جهله وعظيم فراه على القرآن و سنة المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولغتهما السامقة - :
........................................
( يتبع بإذن الله )